Thursday, May 24, 2007

شعور غريب 3

خرجت من باب المطار واذ بها ترى نور ساطع في وجهاها يمنع من رؤيتها، تتفاجئ عندما يفتح الباب بكم هائل من الاشخاص المنتظرين اقاربهم واصدقائهم والمتدافعين بكميات لم ترى مثلها على الباب الرئيسي للاستقبال.
تمسك بيد اختها حتى تصل الى باص شركة السياحة والتي ستقلهما الى الفندق، ينطلق الباص في طريقه، طريق المطار كبيرة وجميلة
ونظيفة، همم تفكر في داخلها : ليس كما وصف لي انها جميلة ونظيفة، صحيح انها ليست كبلدي ولكنها ليست كما عنها.
تتأمل الطريق وتحفظه، وفجاءة....
يتوقف الباص... تحزن لانها تريد مشاهدة المزيد>

لحسن الحظ توقف الباص حتى ينزل المجموعة الاولى من السياح في الفندق و والذي جعلها سعيدة اكثر انها علمت بان مكان الفندق الذي ستنزل به هو آخر فندق سوف تتوقف به الحافلة.

عادت الى عالمها براحة، تستمع الى اصوات الباعة، تعيش مع تقاطيع وتفاصيل وجوه الشعب، تحاول ان تفهم هذه التركيبة العجيبة من التجاعيد والعيون اللوزية الجميلة المتلئلئة والتي لا يدركون اصحابها مدى تميزهم بها، سمار البشرة مع نزول العرق عليها بطريقة موسيقة متناغمة، شفاه غليظة مرسومة بطريقة فنية عالية متلائمة مع الانف والوجه تبعث في روحها الشوق الزائد لمن لا تعرفهم ولكنهم في داخلها.

تستغرب لحالهم وتعاستهم، مع انهم يضحكون، ؟!
شر البلية ما يضحك كما يقال تحدث نفسها.

الحب في كل مكان في النهار، في الليل في اوقات العمل في الحافلات في الشوارع في المدارس حتى في اوقات الحر الشديد وازمة المال والعمل وقلة الحيلة وعدم المقدرة على تامين الطعام والراحة للشخص الواحد نفسه فكيف ذلك مع وجود العائلة و زيادة المسؤوليات... كأن هواء ونسيم هذا الوطن مخدر يعمل على نشر كل هذا الحب .

ايدي متشابكة في كل مكان وعيون مليئة بالشوق والحنان، منه نفاق ومنه التسلية، منه الحقيقة ومنه محاولة للخروج من واقع الحياة الأليم.

ترفع رأسها الى السماء فلا ترى السماء الزرقاء التي أعتادت ان تتأملها في بلدها الحبيب ،إذ كانت لعبتها المفضلة ان ترسم و تتخيل اشكالا في الغيوم او ان يأخذها خيالها بزرقة السماء الواسعة الصافية الى بحر لا نهاية له,,, ولكن لم ترى إلا سماء بنية معبئة بالغبار والتلوث، آلمها هذا المنظر واول ما تصورته انه اذا قررت ان تعيش في هذه البلاد الشئ الوحيد الذي سوف تشتاق اليه في بلدها هو صفاء السماء وزرقتها وزقزقة العصافير في الصباح الباكر.

أميرة يا أميرة.....تنادي اختها عليها هيا وصلنا الفندق يلا قومي بقالي ساعة بنده عليكي، انا حوئع من الجوع عاوزة آكل في الطريق شفت مكان فاست فود يلا نحط الشنط وننزل نشتري اكل
.

Wednesday, May 16, 2007

شعور غريب -2


وحيد في غربة …
هذا هو شعوره مع انه في وطنه
وطنه الذي كان يزوره في فترة عطلته الصيفية … كان يودع اصدقاءه ويتوجه الى وطنه الحبيب
كان يعلم ان وطنه سيستقبله بكل حب وخصوصا انها السنة التي سيذهب الى وطنه ليتعرف عليه بطريقة اخرى
يتعرف على الواقع الحقيقي، 4 سنوات سوف يعيش في بلده والتي توفر التعليم المجاني لابناءها…!

دخل الجامعة في تخصص لا يريده، هذه بداية الصدمات لديه
ولكنه لم يكن بيده شئ، دخل التخصص ، درس و اجتهد ….. مع انه لم يرى احد من زملائه يهتم بذلك، كان الجميع جاءو الى الجامعة للتعرف ، لاضاعة الوقت والتسلية، واشياء اخرى كلنا او الكثير منا يعرفها

لم ينجح في السنة الاولى وهذه الصدمة الثانية وهكذا بدا يتعرف على وطنه بطريقة اخرى، مغايرة عن ما كان يعرفه في زيارات الصيف.
اراد ان يعرف سبب رسوبه في السنه الاولى، لم يعد يتفاجىء ولكن يجب ان يعرف السبب لكي يعرف اسلوب النجاح اذ انه بدا يفكر كيف يستطيع انهاء الدراسة باسرع وقت لانه لا يريد اكتشاف واقع بلاده الحقيقية .. وكان السبب في الرسوب هو ان الجامعة وخصوصا تخصصه يقبل اعداد كبيرة من الطلاب مما يؤدي الى عدم قدرة دكتور الجامعة من تدقيق جميع اوراق الامتحان، فيكون التصحيح بطريقة عشوائية وعند كمية معينة من الورق يكون دكتور المادة قد نفذ صبره فيقوم بوضع العلامات حسب المزاج.

همممم، جيد …. ممتاز، يلا الفخر والله الاجيال الي بتطلح اجيال بترفع الراس وبقولو ليش هيك البلد، لا عجب ان لا احد يدرس ويجتهد فالحال واحد وكله حسب مزاج حضرة الدكتور (يتحدث مع نفسه

بدا يتاقلم مع جو الحياة، الكثير من الطلبة احبوه، كان جميل ظريف و يعيش لوحده مما جعل الكثير يتقرب لديه
شاب يعيش لوحده طيب القلب كان يعطي ملابسه لاصدقاءه على امل ان يرجعو له ما قد اخذ منه.


ولكن من الصدمات الجديدة، ليست صدمة،،، لنقل من التعاليم الجديدة التي عرفها عن وطنه ان ابناء الشعب يتقربون من الطالب الجديد الذي كان يعيش خارج البلاد ، اذ اهله يرسلون المال ليعيش ويؤمنون مسكن له لوحده، لديه ملابس مختلفة وجديدة . كل ذلك يجعله متميز عن اصدقاءه ،

اصدقائه ، هل من الممكن ان اعتبرهم اصدقاء يقول في نفسه، انهم يستغلونني و يتقربون لي لمصالهم الشخصية وليس لسخصي انا.
كل ما املك هو الصبر وان امشي مع التيار الى ان اتخرج.
مع مرور الوقت لا بد ان اجد اصدقاء حقيقين، لا يمكن ان لا يكون هنالك شئ حقيقي صادق في بلدي، بلدي التي تتكلم عنها جميع الشعوب ومعروفة منذ زمن بعيد بالنضال والتصدي للمصاعب.

Sunday, May 6, 2007

شعور غريب


لم تعرف النوم طوال الليل، كأنها تنتظر حبيبها بفارغ الصبر ولكن توقفت عن التفكير لوهلة.... كيف لها أن تكون غارقة في كل هذه المشاعر وهي لا تعرف أي سخص في تلك البلاد حتى أن هذه زيارتها الأولى لهذه البلاد.

لم تمضي دقيقة على نومها وإذ بالمنبه يرن ليوقظها الى الحقيقة .. ينادي الوالد هيا يجب ان نكون في المطار قبل بثلاثة ساعات ففي هذا الوقت من السنة- فترة العيد- يكون الجميع في المطار والازدحام شديد.

تهرول وهي في غاية الدهشة كأنها لا زالت نائمة، لا تعرف اذ كانت هذه حقيقة أم انها لا زالت نائمة..

طريق المطار طويلة جدا بالنسبة لها قلبها ومشاعرها متخبطة
تصل المطار وتنهي أوراقها ، تجلس بجوار أختها ولكن تحس في نفسها انها في مكان آخر خاص بها فقط
اخيرا النداء الأخير لاقلاع الطائرة .
لم تغمض عينها في الطائرة ثانية واحدة ، تراقب بكل تفصيل كل سحابة كل بيت ، نهر او بحر تراه لعلها تحفظ الطريق المؤدية للعالم الجديد المتوجهة له . ففي قلبها شئ يجعلها بهذه الدقة والملاحظة مع انها لا تهتم ولم تهتم ابدا بالتفاصيل المعقدة .

قلبها يدق يدق يدق بشدة لا يمكن وصفها كانه انفجار كبير او وحش جائع يحاول ان يصعد على أعلى واضخم جبل ويصل اليه ويقوم بتكسيره لعله يجد داخله شيء يخفف عليه جوعه.

تنزل على سلالم الطائرة بهدوء تستنشق الهواء وتتأمل السماء مع انها ليست صافية ولكنها بالنسبة لها اجمل هواء استنشقته وسماء رئتها
كانها كانت هنا عاشت وتربت، كانها كانت تعيش في عالم لا علاقة لها فيه لكن ولدت وعاشت فيه وشاءت الأقدار ان تسافر لتعرف المكان الصحيح الذي تنتمي اليه...

يتبع في أيام العمر القادمة