شعور غريب 4

قرر بعد ما رآه في الجامعة ان يبحث عن عمل، قبل ان ينجرف نحو الهاوية، كما انجرف الذين من قبله

حاول التأقلم مع الوضع وتجربة الحياة بطريقة شباب بلده

لكنه لم يجد فيها اللذه او الطموح الذي يرجوه

بحث كثيرا

وهو يعرف انه لن يجد عملاً ولكنه حاول ولم يتراجع

اذ ان المتخرجين من الجامعات لم يجدو ولن يجدو عملاً،فكيف الحال معه هو الذي لم ينهي جامعته بعد.؟

في إحدى الليالي وهو يتمشى متوجها الى المنزل، يفكر في حياته، في أهله البعدين عنه.. هل يترك الدراسة ويرجع الى اهله

هل يترك وطنه ويذهب يدرس في مكان آخر

هل يخذل اهله ويقول لهم لم استطع التأقلم، كيف يتراجع بعد كل الذي فعله اهله له من تعليم و غربة لتأمين الحياة الأفضل له

كيف يترك وماذا يفعل.... أسئلة كثيرة تدور في عقله

فجاءة ... توقف ونظر

اين انا

ضاع في طريقة الى البيت

ضرب بقدمه على الارض وهو في حالة غضب شديدة

يادي البلد الي الواحد مش عارف بيتُ فين

كل يوم على دا الحال

حاجة مقرفة

امتى اروح من غير ما اضيع واسأل نص البلد عن بيتي

هههههه

والله مسخرة

توقف بجانبه شاب وقال له

عفواً هو انت بتكلم نفسك

أجاب كريم

معلش بس مش عارف بيتي فين

هو انا فين الضبط

ابتسم الشاب وقال

هو انت مصري بس شكلك ضايع ، انت واخد حاجة؟

كريم:

حاجة اي يا عم

اعوذ بالله

انا مركز بس ضايع وانا صاحي

سأله الشاب

عاوز تروح فين

كريم

انا ساكن جمب المكوجي شعبلا الي جمب قهوة العاطلين عن العمل

عرفتو قال الشاب

امشي معايا دا قريب من بيتنا
هو انت اسمك اي سأله كريم

اسمي سرمد

وانت يا ضايع وانت صاحي

كريم

تشرفنا يا باشا

ضحك الاثنان وكان الحديث مطولا كما لو انهم اصدقاء منذ الطفولة وبعد غربة طويلة من السنوات التقو في النهاية

إلا قولي هو انت بتشتغل

ايوه اجابه سرمد

طب ممكن اشتغل معاك ، سأله كريم

ضحك سرمد

يا عم هو انت لسة مش عارف انا بشتغل اي وعاوز تشتغل

ماشي يا عم

انا بشتغل في جالري ببيع تحف شرقية ولوحات وكريستالات

يتبع في ايام الصداقة القادمة